الخميس، 18 فبراير 2016

قصة مشعل ومشعلاني

مشعل قصه وجع فلسطيني ... ‫#‏استمع‬ الى قصة مشعل ومشعلاني بصوت الفنان المبدع / يحيى سلمه على صفحة شبكة فلسطين الحدث

وقصتنا مع مشعل بترجع إلى أيام الحرب العالمية الأولى حين أعلنت تركيا مع ألمانيا الحرب على الحلفاء والتي تعرف بأيام السفربرلك، ومشعل هو أحد الفتية الذين ثاروا على قانون التجنيد الإجباري الذي فرضته الدولة العثمانية والذي لم يستثني أحداً سوى من دفع بدل تجنيده ثمنا باهظاً من النقد(المال) الذي لم يتوفر إلا عند الأغنياء،... أما الفقراء مثل مشعل فهم وقود حرب ضروس لا علاقة لهم بها ولا تعني لهم سوى الفراق عن الوطن والأهل والأحبة، فقام عدد كبير من الشباب بالفرار من (الأخذ عسكر ) والتخفي في المزارع والكهوف والجبال، فكانت السلطات تطاردهم مطلقة عليهم اسم "فراري"او (الفرارات ) أي الفارين من الخدمة العسكرية، والويل لمن يقع منهم في قبضتها... من هؤلاء الفراريين ....كان مشعل الذي بقي مطارداً حتى ألقى القبض عليه رجل الدولة التركي وساقه إلى الجندية، ومن ثم نقله في القطار إلى جبهة القتال البعيدة، فغنت له حبيبته الملوعة هذه الأغنية الوداعية والتي ما هي إلا حكاية الألوف من الشباب الذين ساقتهم الدولة العثمانية من القرى والمدن الفلسطينية، وقد انتشرت هذه الأغنية تعبيرا عن مأساة الفارين في جميع أرجاء بلاد الشام، فمشعل تبكيه الأم والأخت والحبيبة، والأغنية تصور اللوعة والحزن على فراق الأحبة، وتحكي كيف اختبأ مشعل قرب بركة عين الزيتونة وحاول الهرب فلم يستطع فألقى رجل القانون التركي القبض عليه، وعندما طلب رجل الدولة الوثيقة التي تثبت بأنه معفي من الخدمة، قدّم له مشعل مجيدية ( ليره ذهب ) ليتركه وينصرف إلا أن رجل القانون أخذ المجيدية وقال له: أنت فراري، وساقه معه وسط بكاء الأطفال وعويل النساء ومن هنا نشأت أغنية مشعل حيث أخذت أمه وأخته وحبيبته يغنين:
عَ الأوف مشعل أوف مشعلاني** ماني ابتليته هوي إللي اِتبلاني
أنا شفت واحد واقف جنب البركة ** حكيته عربي جاوبني بالتركي
النسوان تنوح و الأطفال تبكي** مع مين نحكي تركي أو ألماني
عَ الأوف مشعل أوف مشعلاني** ماني ابتليته هوي إللي اِتبلاني
شفت القانون جاي من بعيدي ** جيت أهرب ما طلع بإيدي
قال لي الوثيقة ناولته مجيدي ** لطش المجيدي وقال لي اِنتا فراري.
عَ الأوف مشعل أوف مشعلاني ** مع السلامة يا ربعي وخلاني
وللمعلومه هناك الكثير من الشباب الفلسطني الذي قادهم الاخذ عسكر في ذلك الوقت ولم يعودو ولم يعرف عنهم الى اين الت بهم تلك الحرب وبقوا حتى اليوم مفقودون...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق